mardi 9 novembre 2021

Colère !!!

 On ne se doutait de rien en ce mois de février de l'an 2020. Pourtant, à Wuhan, la catastrophe était déjà annoncée... Un virus allait être connu du monde entier. Un mal invisible allait mettre à genoux l'humanité tout entière...

Personne n'y était préparé. Ni les gouvernements des pays avancés, ni ceux des laissés pour compte.

Les individus cherchaient l'info partout. Les théories du complot et les analyses scientifiques se faisaient la guerre. Le confinement et l'arrêt du travail est un choc subi ici comme ailleurs. 

En dépit des mesures restrictives, des centaines de personnes continuaient de longer les rues comme si de rien n'était. A chaque fois que j'étais dehors, j'avais l'impression que rien n'a changé chez la populasse... 

Pourtant chaque soir à 18h, on annonçait les nombres des personnes contaminées, des décès par ce nouveau mal... 

Je suivais de près l'évolution de la situation epidémiologique ici et ailleurs... Je m'adonnais à toutes sortes de comparaisons... J'étais fier que mon pays et ma ville n'étaient pas si touchés par la pandémie... 

J'étais en colère et je le suis toujours contre tous et contre même certaines mesures comme la vaccination hâtive... 

Beaucoup de gens n'y croient pas et ne voulent rien savoir... Ils cherchent des certitudes en ces moments où leurs proches sont également touchés par le virus dont on entendait parler. 




المغرب العربي : في الاتحاد قوة ورخاء وفي غيره ضلال وشقاء

بقلم د. كمال أكوجكال

أستاذ باحث بجامعة القاضي عياض

 

يؤمن المغرب بأن في الاتحاد قوة، لا سيما بين الجيران، كما يؤمن أن الشقاق بين الأشقاء وانشقاقهم عن بعضهم لن يجلب سوى الشقاء لشعوب المنطقة على كافة المستويات. ليس من قبيل الصدف إذن أن تتبلور فكرة تأسيس اتحاد المغرب العربي سنة 1958 في مدينة طنجة المغربية، وأن يرى هذا الاتحاد الإقليمي النور يوم 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش، وأن يقع اختيار مدينة الرباط عاصمة له.

 

خمس سنوات بعد تأسيس الاتحاد أغلقت الجزائر حدودها البرية مع المغرب (حوالي 1600 كيلومتر) ردا على فرضه التأشيرة على المواطنين الجزائريين على خلفية أحداث أطلس أسني الإرهابية بذات المدينة التي شهدت ميلاد الاتحاد. عادت الجزائر بذلك إلى غيها وذكرت شعبي البلدين بما أقدمت عليه سنة 1975 بتهجيرها لآلاف المغاربة وذوي الأصول المغربية القاطنين بها صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، بل وقطعها للأرحام بين أفراد الشعبين ردا على تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء المظفرة.

 

ودرءاً للصدع والشقاق، ولأن الأمر يتعلق بشقيقته، قام المغرب بمبادرة من عاهله سنوات قليلة بعد جلوسه على العرش بإلغاء التأشيرة على إخواننا في الجزائر ودعا الرئيس الجزائري إلى فتح الحدود، فأبى وأبى وتمادى في رفضه لعروض المملكة. لم يكل ملك المغرب مع ذلك من دعوة الشقيقة الشرقية للعودة إلى جادة الصواب، بل أفرد لعلاقته معها جزءاً غير يسير من آخر خطاب للعرش فند فيه كل الادعاءات المغرضة وكافة المبررات الواهية التي يأتي على ذكرها حكام الجزائر. لكن، جريا على عادتها، رفضت الجزائر من جديد اليد الممدودة إليها، علما أنها في أمس الحاجة لمن ينتشلها من مستنقع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والوبائية والسياسية الخانقة، بل أكثر من ذلك ردت على الدعوة بكيل اتهامات خطيرة للمغرب وقطع علاقاتها معه، وإغلاق مجالها الجوي في وجه طائراته، وقطع إمداداتها من الغاز عليه وأتاوى عبوره للجارة الشمالية... إنه العبث في كل تجلياته.

 

هو ود بلا حدود ذلك الذي ترد عليه جارتنا بالباب المسدود، ود يكاد يوصف بأنه حب من طرف واحد...

إن المغرب يعي جيدا بأن جارته تعاني من شرور داخلية عدة ولا يخطب ودها لسواد عيونها، فهي شقيقته في نهاية المطاف، ذلك أن استقرار المنطقة المغاربية رهين باستمرار استقرارها الذي تكاد تعصف به توترات داخلية كبرى جراء تدني سعر الدينار مقابل اليورو إلى مستويات قياسية وتفشي ظواهر البطالة والهجرة السرية وغيرها من المعضلات الاجتماعية والاقتصادية القاسية، فضلا عن الأزمة الصحية... وإذا تودد المغرب لجارته فليس لأنه في حاجة إليها أو إلى غازها، وإنما سعيا لصون ما تبقى من اتحاد المغرب العربى وتجنيب البلاد والعباد، وهم أشقاؤنا، تفاقم المآسي وتدهور الأوضاع بشكل يجعل نجدتها مما تعيشه وانتشالها مما تعانيه أمرا مستحيلا.

 

ليس من شيم المغرب أن يشمت بما أصاب أشقائه. فالمغاربة والجزائريون والتونسيون والليبيون والموريتانيون، بل باقي دول الجوار، يشكلون كيانا وجسدا وشعبا واحدا، توحد بينهم أحداث التاريخ والنضال المشترك والتعاون البناء الراسخ في الأذهان وأواصر المحبة والإخاء والتضامن رغم كيد الكائدين وتعنت بعض الظالمين، لأنفسهم قبل غيرهم. ولأن بلدان اتحاد المغرب العربي يشكلون جسدا واحدا فإن المغرب يحز في نفسه، بل يتألم بكل تأكيد، جراء العلل التي أصابت الجزء الأيسر من هذا الجسد: اختناق "اقتصادي" في الرئة اليسرى (الجزائر) ووعكة سياسية في الكتف (تونس) وتعاف مستعص لانكسارات متوالية للساعد (ليبيا).

 

من يحكم الجزائر، أكبر دول الاتحاد وأقواها اقتصاديا إلى جانب المغرب، يريد إقبار ود ومحبة وإخاء لا حدود له وحلم لا مناص منه

ها هو الاتحاد الأوربي، على الرغم من اختلاف لغات وتاريخ مكوناته السياسية، قد نجح في تشكيل اتحاد اقتصادي قوي بزعامة فرنسا وألمانيا اللتين لم تكونا دائما على وفاق. أما نحن، نحن الشعوب التي تؤمن بمبادئ الإيثار وبقيم الجوار المستمدة من تعاليم الإسلام، ما زلنا ننتظر أن يتوارى بعض الحاقدين الأغبياء عن السلطة لرفع كافة التحديات وبلوغ الرخاء... ألن تكون الجزائر أول من يجني ثمار تفعيل الاتحاد؟ بلا، يقول المحللون حول العالم، وأولهم أبناء الجزائر، الذين بقدر ما فاجأهم خطاب العرش الأخير بقدر ما استبشر بعضهم خيرا بمضامينه آملين أن تغتنم بلادهم الفرصة التاريخية وتطوي صفحات الأحقاد إلى الأبد.

 

لكن الشقيقة الشرقية فضلت الاختناق وصدت أنابيب الأوكسجين الممدودة إليها، بل حاولت عزل المغرب...وبذلك ظلمت نفسها وشعبها، إذ لم تنجح سوى في عزل نفسها، وأضحت بسبب رعونة ما أقدمت عليه مثار سخرية في العالم بأسره. تعنت أسبابه لا تخفى على أحد. لا يمكن حجب شمس الحقيقة الساطعة بغرابيل حكام الجزائر الذين يصورون لشعبهم الشقيق أن المغرب عدو، وما هو بعدو، وأنه مصدر الشرور، وأنه يخطب ود الجزائر لأنه يعاني ضائقة ما. والحقيقة خلاف ذلك تماما. فالمغرب خطا منذ فجر الألفية الثالثة خطى عظمى نحو النماء والازدهار وانبرى إلى مسيرة نحو تنمية شاملة ومندمجة رغم شح موارده... سارت المملكة المغربية بسرعة البرق في اتجاه التنمية، التي يمثل "البراق"، أسرع قطار في افريقيا بأسرها، أحد إنجازاتها الباهرة وأحد المؤشرات القوية على إرادة المغرب السير بوتيرة نمو متسارعة وعزمه على الاستجابة لتطلعات شعبه في كافة المجالات. ولعل أبلغ مثال على ذلك تدبيره الاستباقي الناجح بكل المقاييس لجائحة هزت وفاجأت أعظم الدول وما دونها في كافة بقاع العالم، وتنظيمه المحكم لحملات التلقيح وتصدره ترتيب الدول الافريقية في هذا المجال.   

 

واصل المغرب دون كلل إنجازاته في مجالات متعددة، ودون تمييز بين جهاته، بل جعل في وقت وجيز من جهات الصحراء القاحلة واحات خلابة وفضاءات تستقطب الاستثمارات من كافة بلدان المعمور. أوراش تنموية كبرى، طرق، موانئ، استثمارات ضخمة، تشجيع للاقتصاد الأخضر والأزرق والتنمية الرقمية وغيرها من المجالات التي أبدع فيها بعد أن كان سباقا لاعتماد أسسها إقليميا وقاريا. وفي غضون ذلك عاد المغرب إلى الاتحاد الافريقي بعد فتوحات اقتصادية في القارة السمراء أذهلت العالم برمته. حرر معبر الكركرات وعمل على ضمان تدفق السلع ومرور الناس بكل أمان وسلاسة بينه وبين موريتانيا الشقيقة وباقي الدول الافريقية... وفي غفلة من الجميع، انتزع اعتراف أقوى دولة في العالم بسيادته على صحرائه.

 

إن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، بل إن المغرب في دياره وبيته الإفريقي، بعد أن كل من سياسة "الكرسي الفارغ" التي دامت أزيد من ثلاثين سنة. "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي". هكذا استهل جلالة الملك يوم 31 يناير 2017 خطابه السامي بمناسبة القمة الثامنة والعشرين لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الافريقي التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. كم كان سيسعد شعوب المغرب العربي لو أن خطابا مماثلا صدح في إحدى البلدان المكونة له بمناسبة لم شتاته؟ كم كان سيستفيد شعوب هذه البلدان اقتصاديا واجتماعيا لو أن الرئيس بوتفليقة وافق سنة 2008 على اقتراح المغرب فتح الحدود وإقامة شراكة حقيقية بين البلدين وتوجيه جهودهما للتنمية والتكامل بدل إهدارها في النزاعات؟  

 

حري بالذكر أن قبول عضوية الجمهورية الصحراوية المزعومة في رحاب منظمة الوحدة الافريقية هو السبب الذي أدى إلى انسحاب المغرب منها يوم 12 نونبر 1984، وهو سبب لا يزال قائما. ولم يشترط المغرب إلغاء تلك العضوية ولم يرهن بها عودته إلى دياره. ذلك أن المغرب "غفور وحليم" لا يضيره تعنت هذا أو ذاك. وبالعودة إلى رسالة “الفراق” الشهيرة التي وجهها الراحل الحسن الثاني للدول الأعضاء في القمة المنعقدة – يا لغرائب الصدف -بأديس أبابا، معلنا انسحاب بلاده من المنظمة القارية، نطالع ما يؤكد الحكمة والتعقل: "وطوال تاريخه العريق، وجد المغرب نفسه مرات عديدة أمام اختيارات كانت حظوظ الانتهازية فيها أقوى من حظوظ الفضيلة في انتزاع قراره، وقد اختار المغرب دوما وعلى حساب مصالحه في غالب الأحيان، صيانة الفضيلة والمشروعية، ولن نحيد لا اليوم ولا غدا عن هذا السبيل". وجاء فيها أيضا: " ستدركون بسهولة أن المغرب العضو المؤسس للوحدة الإفريقية، لا يمكنه أن يعمل على إقبار هذه الوحدة". وفي نفس الرسالة نقرأ أخيرا: "إن المغرب إفريقي بانتمائه، وسنظل نحن المغاربة جميعا في خدمة إفريقيا".

 

كل ذلك يبين أن المغرب لم ولن يكون أبدا ضد تفعيل الاتحاد، فمبادراته الإيجابية دعما لدول الجوار رغم الخلافات السابقة واللاحقة ليست وليدة الصدفة. إن المغرب الذي رفع رفقة الدول الصديقة جنوب الصحراء جملة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية الكبرى، فضلا عن مكافحة الإرهاب، لا سيما في أكثر البلدان تأثرا به خلال السنوات الأخيرة ومنها السينغال وبوركينافاسو ومالي والنيجر ونيجيريا، هو نفس المغرب الذي يفتح دراعيه لاحتضان جيرانه ولا سيما أقربهم إليه، ولو أن المنطق يقتضي، بالنظر إلى ظروف البلدين وتاريخهما، أن تبادر الشقيقة إلى مصالحة شقيقها الأكبر، إذ في الاتحاد قوة ونماء وفي غيره ضلال وشقاء.


lundi 8 juin 2020

بين ليلة وضحاها


بين ليلة وضحاها
بقلم د. كمال أكوجكال
    قد تتغير حياة المرء بين إسدال الليل ستارَ الدجى وانقشاعه بحلول الفجر وإشراقته.
عندما تكون عاطلا عن العمل، تعتاد أن العتمة أمر دائم وأن نور الأمل لا يكاد يكون بارقة قد تخبو بإرادتك ولا تعاود الظهور بإرادتك.. تعتاد فكرةَ أن لا تغيير سيأتي وأن لا شيء في الأفق يوحي بتبدل الأحوال. تتشابه الأيام، وتتزاحم أفكار اليأس كلما تكالبت عليك الهموم. تيأس وتيأس ثم تيأس، وفي غفلة منك تهب رياح التغيير وتمتلئ السماء بأصوات الرعد المدوية وتتهاطل الأمطار الغزيرة زخات تلو زخات إلى أن تحيي الأرض ولو بعد موتها وتغير الحال والأحوال بغيث من الله سبحانه.

كل ذلك.. بين ليلة وضحاها.

قررت أن أبسط لحكايتي ما يكفي من الزمن، لعلها تكون حافزاً لمن بدأ اليأس يدب في نفوسهم؛ معتقداً في البدء أن سردها لن يستقطع من وقتي سوى.. ليلة وضحاها.
ركبت رفقة صديق الطفولة (ر. م.) ذات ليلة صيفية دافئة قطاراً ليس ككل القطارات، قطاراً من زمن آخر. انطلق بنا ليلة 18 يوليو عام 2000 في الساعة التاسعة ليلا من ابن جرير متوجها بنا إلى أعلى نقطة في البلاد. لم يسبق لي حينها أن زرت طنجة، التي لم تكن بالنسبة إلي سوى نقطة في أعلى خريطة بلدي، نقطة يعانق في كنفها المتوسط أمواج المحيط. تذكرت حينها اعتقادي الراسخ أن المحيط ملك لنا بدليل نعته بالأطلسي وأن المتوسط مشترك بيننا وباقي دول الجوار.

 تحدثنا خلال الرحلة عن طنجة التي لم نكن نعرفها إلا من خلال بعض الروايات والقصص. استرجعنا بعض ذكريات الدراسة وولعنا -بل هوسنا- بالقضايا اللغوية وكيف كنا نتسابق على ما يتركه المسافرون خلفهم من جرائد ومجلات (وهي الغنيمة الكبرى) بعد وصول القطار إلى محطة مراكش حيث كنا طالبين بجامعة القاضي عياض. ثم تحدثنا عن القطار ذاته الذي يقلنا إلى طنجة إذ تساءلنا عن أسباب تخصيص أسوأ القطارات وأقدمها لهذا الخط. وطبعاً لم يخطر ببالنا ولو لحظة أن طنجة ستحظى بعد أقل من عقدين، أي بين ليلة وضحاها، بالبراق: أفضل قطارات المغرب وأسرعها على الإطلاق. قلت لصديقي متسائلاً: أليس من غريب الصدف أن الخط السككي الذي يسير عليه قطارنا يبتدئ من مراكش وينتهي في طنجة!؟".

حز في نفسي أن أتحدث عن نهاية السير ونهاية المطاف وتحويل النقاش نحو قطار الحياة، لأن صديقي كان قد فقد والده قبل أقل من شهر. من غريب الصدف أن والده ووالدي -شملهما الله بواسع رحمته- كانا يشتغلان معا في المكتب الوطني للسكك الحديدية. قلت في نفسي: "تباً.. أكره تقليب المواجع..". التزمنا الصمت، وإذْ بنا نسمع -من دون قصد- نسوة (أزيد من نصف الركاب) قادمات من مدن مختلفة إلى سبتة المحتلة وهن يقصصن على بعضهن بعضاً حكايات عن زلات أزواجهن ما إن ينطلقن للسفر، وعن النتائج الدراسية لبناتهن وأبنائهن؛ متفاخرات بذكر مغامراتهن وقدراتهن على الجري هربا من أعوان الجمارك أو عناصر الأمن وهن يرتدين أغلب بضائعهن من الأثواب. نسوة تكابد أهوالا من أجل لقمة العيش. إنهن درس في الكفاح الدؤوب.

على قدر ما كنت مولعا بثلاث لغات ومتيماً بها، كنت أكره قضاء الليالي البيضاء أترجم أو أطالع؛ على أن النوم يجافيني عند كل سفر. يعلم من سافر الليل بطوله على متن قطار ملقب بـ "الويسترن" (قطار الغرب الأمريكي) وقاسى من الضجر الذي يتسرب إلى النفوس خلاله، أن السفر على صهوة فرس تماماً كأبطال أفلام الويسترن الأمريكي أهون ولا ريب.

سفر ممل ومضنٍ تزيد من عذابه طقطقة قوية ومرتدة ومتتالية لعجلات القطار الفولاذية، وظلام دامس يحجب ما قد تراه العين وتستأنس به في انتظار الوصول. وبعد طول انتظار، بدت ملامح بزوغ الفجر تتضح وانجلت بروية آخر أسدال الليل. هنالك سمعت أحد الركاب يقول : "لقد اقتربنا من أصيلة". تسمرت عيناي على النافذة ومنيت النفس برؤية هذه المدينة واكتشاف أصالتها. لكني لم أر من بعيد ما يطفئ ظمأ فضولي أو ما يغري الزائر.. إلى أن رأيت الشاطئ، فأيقظت صديقي وكأني أدعوه للنزول. كانت أصيلة آخر محطة قبل محطة نهاية السير، "مغوغة".

مغوغة.. اسم لا يقل غرابة عن غيره من أسماء مناطق أخرى، لكنه كان حينها بالنسبة إلي يزاوج بين الغوص في غياهب المجهول والاستسلام بين براثن الهم.
وصلنا أخيراً. بلغنا وجهتنا.. بين ليلة وضحاها، حقيقةً وليس مجازاً هذه المرة.
كنا في غاية الاندهاش: "هذه ليست طنجة! أين طنجة؟ وأين سواريها العالية؟".
لم تكن محطة "طنجة مغوغة" تمت بصلة لباقي محطات القطار التي نعرفها، وكانت منطقة مغوغة في الساعة السادسة صباحا مكانا موحشا لا ينبض بالحياة. فما إن غادرت آخر سيارة للأجرة، حتى صرنا وحدنا وسط بنايات بيضاء من طابق واحد تتوسطها طريق شبه معبدة. لا أذكر سبب اختيارنا السيرَ مشيا على الأقدام نحو مدرسة الملك فهد العليا للترجمة. كان نسيم الصباح كافياً لينسينا خيبة أمل لقاء طنجة بعد تكبد مشاق السفر. سألنا أحد المارة القلائل في ذلك الصباح عن حي "الشرف". لم يعرف أيٌّ منهم هذا الحي، إلى أن نبهنا أحدهم إلى أننا ربما نقصد حي "الشرف" بتسكين الراء وليس فتحها بعد تشديد الشين.

من أعلى تل "الشرف" تراءى لنا أخيراً البحر والشاطئ وجزء من المدينة. قلت في نفسي: "يا له من مكان خلاب يخطف الفؤاد!". وصلنا إلى المدرسة. ههنا سنجتاز امتحاناً في اليوم التالي.. مباراة أو امتحان، كان الأمر بالنسبة إلي سيان.. محض تجربة لا غير. إذ كان "مفهوم" الامتحان لدي قد فقد مصداقيته منذ أن تأكدت غير ما مرة من نجاح بعضهم في مباريات في قطاعات مختلفة حتى من دون حضورها. يومئذ كانت غيوم البطالة والفساد قد لبّدت سماء المغرب منذ مطلع التسعينيات.

نزلنا معا من أعلى التل ووصلنا بسرعة إلى شاطئ لا حدود بينه وبين المدينة سوى الخط السككي الذي كان في السابق يمكن القطار من التغلغل إلى قلب طنجة ويبلغ محطته الأخيرة والرسمية المتاخمة لباب ميناء المدينة.
وضعنا أمتعتنا وجلسنا على رمال ناصعة البياض.. من دون أن أنبس ببنت شفة. أثارني غياب الأمواج وأوقدت ألوان البحر المتلألئ ذكريات الجزر البعيدة التي قرأت عنها وتعرفت إلى سحرها في مختلف المجلات. كان الأمر برمته فاتناً إلى أبعد الحدود: بواخر ضخمة تغادر الميناء وأخرى تعود إليه.. وأوربا على مرمى حجر. قلت في نفسي وبعدها لرفيقي: "لن أعود إلى الديار. لن أترك هذا المكان أبداً بعد اليوم". رد: هل جننت؟ هل تعي فعلا ما تقول؟". قلت: "لن أعود أبداً إلى الوراء، بدءًا بمغوغة ووحشتها، ومرورا بالقطار ووصولا إلى حر الديار وأيامها المتشابهة". قال: "لكني أعلم أنك لا تمتلك من المال ما يفي لأن تمكث هنا ولو يومين إضافيين". سكت لحظات ثم قلت في نفسي: "سيكون علي حتما أن أتدبر الأمر؛ لكنه قرار لا رجعة فيه. أما الآن لا بد لنا من البحث عن فندق".

بعد السؤال، أخبرنا أحد المارة أن الفنادق المناسبة توجد في "السوق الداخل" بإزاء الميناء. في طريقنا إلى هناك، اندهشنا حد الذهول من العدد الكبير لأفارقة جنوب الصحراء الذين يجوبون الشوارع ويرتادون المقاهي ومخاذع الهاتف، وغيرهم ممن يطلون من نوافذ الفنادق ويتزاحمون في شرفاتها. في مدخل السوق، طالعَنا أولُ نُزل وكان اسمه "النصر". عرض علينا المشرف عليه غرفة لشخصين لقاء سبعين درهما، حسب ما أذكر. لشدة التعب، لم نساوم ولم نجادل ولم نبحث عن عرض غيره؛ وقبلنا الغرفة النظيفة حقا والمطلة على "مصاعد أمريكا" (دروج ميريكان).

بعد ليلة وضحاها، استيقظنا من دون أن ننام حقا. استقر ما لا يقل عن ثلاثين من هؤلاء الأفارقة لدى دروج ميريكان منذ منتصف الليل ولم يكفّوا قط عن الحديث والجدال إلا عند بزوغ الفجر. أذكر أننا لم نسمع منذ الفجر سوى عويل أحدهم، ونظرنا عبر النافذة فرأينا المارة من المغاربة والأجانب يواسون أحد هؤلاء بالتربيث على كتفيه. هنالك أدركنا أن المجموعة الصاخبة ليلًا قد غادرت -بين ليلة وضحاها- آخر معاقل إفريقيا نحو أوربا.. ما عدا صاحبنا المنتحب الذي لم يحالفه الحظ لسبب ما.

غادرنا الغرفة صباحاً باتجاه المدرسة لخوض المباراة. لاحظت خلالها أن عدد المتغيبين مرتفع، وتساءلت مع نفسي قائلاً: "كم منهم سينجح؟". سأعلم بعد شهرين ألا أحد منهم كان ضمن لائحة المقبولين بالمؤسسة. لم يكن ذلك وارداً البتة.
بعدها، مكثت في طنجة أزيد من شهر ونصف الشهر. ومن ثم قررت زيارة أحد الأصدقاء في مدينة الرباط. فور وصولي أخبرني بأن أفراد أسرتي يتساءلون عن زيارتي له من عدمها وأنهم في غاية القلق عن أحوالي وأنهم أخبروه، لتوفرهم على رقم هاتفه الأرضي، بنجاحي في مباراة للترجمة وبضرورة عودتي من أجل جمع الوثائق وإرسالها إلى المدرسة بطنجة. عدت إلى الديار يوماً واحداً ثم قررت الذهاب شخصيا إلى طنجة في رحلة ليلية على متن القطار نفسه لتأكيد التسجيل. قبل ذلك، زرت الصديق (ر. م.) لأزف إليه البشرى وأخبره عن بعض مغامراتي في طنجة، فإذا به يخبرني أيضا بنجاحه في المباراة. لم يؤكد لي، لدواع عدة، إن كان سيتابع فعلا دراسته بالمدرسة.

عدت إلى طنجة في بداية سبتمبر، ثم رحلنا إليها معا في اليوم 17 من الشهر نفسه.. لتنطلق رحلة أخرى. وجدنا أنفسنا في رحاب "فندق ضخم" يسمى المركز التربوي الجهوي، نحتل فيه جناحاً خاصا بنا، وكان السابقون يعلمون كل خباياه، لا سيما الغرف التي ينبغي تفاديها لأنها لا ترى الشمس. أما المدرسة فقد كانت مجتمعاً مصغراً ستتأكد فيه كل القيم والأخلاق التي كنت افتقدتها وسلمت باختفائها من بلادنا، من قبيل النزاهة والاستقامة والاستحقاق. وعلى خلاف المؤسسات الجامعية الأخرى، كانت المدرسة تستقطب طلبة من كافة مدن المغرب وما دونها، وأحيانا من خارجه، بل قد تجد إلى جانبك على مقعد الدراسة طالبة مغربية من أصول روسية وأخرى من أصول ألمانية وطالب من جزر القمر: إنه التعدد اللغوي والثقافي بكل تجلياته. حتى الأساتذة كان منهم المغاربة والأجانب العرب والغربيون الزائرون والمقيمون.

أذكر أمراً ظل عالقاً في ذهني. ففي يوم واحد، صافحت يدي الأستاذ الفلسطيني، عودة عبد الفتاح، والمؤرخ الفرنسي اليهودي، بنيامين ستورا. كان ذلك في أوج الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005). أتذكر أيضاً كيف انتدبني الزملاء في شعبة الفرنسية لأقدم باسمهم هديتنا للأستاذة الراحلة كلود كرول خلال مأدبة غداء استدعتنا إليها في مطعم "طليطلة" بعد ما ينيف على شهر من التحصيل. كنا قد اخترنا لها من الهدايا مرآة ذات باب مقوس بمصراعين مزركش بزخارف عربية واسلامية. لم أكن أتصور أن أقول لها: "أستاذة، هذه هدية بسيطة.. لكن هذا الباب ينفتح على العالم العربي، وما إن تفتحيه حتى تجدين نفسك في قلب هذا العالم. إنه نظير اهتمامك، بل وشغفك باللغة العربية وثقافة أهلها، وعربونا لمحبتنا واعترافا منا بالجميل".

انتهت فترة التكوين وانطلقت معها تطلعات كافة الخريجين. سلك كل منا درباً مغايراً. فضلت البقاء مرة أخرى في طنجة وخضت فيها تجارب أخرى وانتهى بي المقام بالرباط حيث تابعت الدراسة من جديد وخضت غمار تجربة مهنية مغايرة ترضي حلم الطفولة بالتدريس في الجامعة، من دون أن أنسى ممارسة الترجمة التي راكمت فيها من التجارب ما يليق بخبير معتمد لدى مؤسسات وطنية ومنظمات دولية، ثم حصلت على دكتوراه كان موضوعها تدريس الترجمة. شاركت سنة 2010 في تأسيس "تكتيك للاستشارات"، التي أضحت -بين ليلة وضحاها- رائدة في مجال الترجمة.

وإن تساءل بعضكم عن (ر. م.)، فقد خاض تجربة ناجحة في التعليم داخل المغرب وخارجه، ثم تمكن من معانقة ميدان الترجمة من جديد؛ إذ يتولى حاليا إدارة قسم بارز في إحدى أهم المؤسسات الإعلامية بالشرق الأوسط.
عدت إلى طنجة مدعواً من إدارتها يوم 26 ماي من عام 2005 للمشاركة في يوم دراسي تنظمه خلية صلة الوصل بين المؤسسة وخريجيها في اليوم الموالي حول ريادة الأعمال في مجال الترجمة. حجزت المؤسسة لي غرفة في فندق "شهرزاد". وقبل الوصول إليه تساءلت عن رمزية تسمية الفندق وقدرة شهرزاد على النجاة بفضل عدم سكوتها عن الكلام المباح إلى أن يحل الصباح، حكاية كل ليلة  وما لاقته من نجاح...كل ذلك بفضل تمكنها من اللغة وتلاعبها بالكلم بين ليلة وضحاها.

لا وجود لاختيارات اعتباطية في هذا السياق...كان اختيار اسم الفندق موفقاً، وموقعه أكثر توفيقاً. كان مطلاً على الشاطئ. طلبت من عون الاستقبال غرفة مطلة عليه بطبيعة الحال. رد : "مع الأسف، كل الغرف المطلة على البحر محجوزة. مدني بمفتاح غرفة من ثلاثة أرقام تبتدئ برقم 6 وقال : "استقل المصعد، الطابق السادس". ما أن فتحت باب الغرفة حتى رأيت البحر من نافذة ممتدة من يمين الغرفة إلى يسارها. تركت أمتعتي وأخرجت رأسي من النافذة الضخمة وتمعنت لمدة في ألوان البحر وامتداد الشاطئ وحركية البواخر... ها هو ذا سر عشقي لطنجة...خصصت صبيحة اليوم الدراسي للمداخلات والمسائية للورشات. أحببت اللقاء بالسيدة المديرة وبأساتذتي السابقين وجالستهم بالقاعة المخصصة للأساتذة، كما أحببت اللقاء بالطلبة الذين استمتعوا بأطوار ورشة كان هدفها التحفيز والتوعية بأهمية التواصل وسحره...وكعادتي قررت ألا أنسحب من طنجة في ليلة وضحاها، وطلبت تمديداً شرط البقاء في نفس الغرفة. تزامن كل ذلك مع انفراج مالي قبل أقل من أسبوع...كنت قد توصلت أخيراً بمستحقاتي الأولى كأستاذ بجامعة القاضي عياض بعد 22 شهراً من الانتظار.

الفرق بين الأمس واليوم كما الفرق بين اليوم والغد ليس سوى ليلة وضحاها...

تلكَ أمور مضت.. قد يتغير العالم بأسره بين ليلة وضحاها عندما تهب رياح التغيير...

ها هي ذي طنجة، مدينة الوصول التي لم تكن تتوفر سنة 2000 ولو على حافلات للنقل الحضري تليق بها، لم تعد اليوم تحظى ببحرين وحسب بل بميناءين، أحدهما يحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث حركة المسافرين والنقل الدولي وأصبحت بالفعل عروساً للشمال يسعى إلى طلب يدها أزيد من نصف المغاربة كلما حل الصيف. وها هي مدينة الانطلاق، ابن جرير، التي كانت تسمى "مدينة المستقبل" في بداية الألفية الثالثة، قد أصبحت قطباً علمياً وطنياً وقارياً، يستقطب أنجب التلاميذ والطلبة من سائر أرجاء الوطن ومن خارجه، بفضل جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية، وثانوية الامتياز الملحقة بها.

بين تلك الرحلة الليلية واليوم، جرت مياه كثيرة تحت جسر الحياة.. مياه جرفت معها سنينًا من العمر لكنها لم تمح من الذهن ذكريات طنجة التي غيرت مجرى حياتي.. بين ليلة وضحاها.
    

lundi 16 septembre 2019

La profession de femme (Acte X)

Dans l'enceinte de l'aéroport Mohamed V, des voyageurs s'activent, tirent leurs valises et s'apprêtent, pour la plupart, à prendre l'avion pour la première fois de leur vie. Habillés tous et entièrement en blanc, il est facile de deviner leur destination : la Mecque. Au milieu de ce vacarme, un dialogue entre un douanier et une vieille femme laisse perplexe!

- Cette valise ne peut en aucun cas être la vôtre Hajja.
- C'est la mienne mon garçon, j'en suis certaine.
- Mais, c'est impossible! Il doit y avoir une erreur quelque part.  
- Pourquoi mon garçon?
- Je n'ose pas vous le dire Hajja. Mais, avez-vous des enfants, des adolescents à la maison?
- Non, mon garçon. Je vis toute seule. Mes fils et filles travaillent à l'étranger. On m'a dit que la plus jeune, l'unique célibataire de mes enfants, travaille dans un pays à coté de la Mecque.
- Et votre mari?
- Hélas! Il a pris sa retraite de la vie l'an dernier mon enfant. Il n'est plus parmi nous.
- Mais, non Hajja! Il y a un problème ici.
- Lequel mon garçon?
- Franchement Hajja, j'ai trouvé dans votre valise quelque chose  qui ne peut vous appartenir.
- Qu'as-tu trouvé mon garçon?
Il lui montre une bouteille de whiskey et lui dit :
- Celle-là Hajja. 
- Celle-là, oui...il fallait me le dire, c'est la mienne...c'est la mienne mon garçon, tu m'as fait une de ces peurs...j'en ai cruellement besoin, a-t-elle lancé en affichant un sourire de gamine. 
- Comment? C'est la vôtre? Mais, c'est Haram (illégitime)! Vous êtes à destination de la terre sainte...Comme si c'était permis si elle ne s'apprêtait pas à prendre un vol vers Makkah Al-Moukarramah.
- Oh mon enfant ! Ne vois-tu pas que je suis trop vieille pour faire le tour de la Kaaba. Deux ou trois verres de cette liqueur suffit à me faire faire plusieurs tours toute en restant à ma place...

Le douanier la laisse partir. Nous n'avons pu savoir s'il a confisqué ou non le whiskey. De toute façon, il n'ouvre que quelques valises au hasard. C'était juste un drôle de hasard!Une situation hilarante!

Mais, loin d'être unique, ce genre de prétexte surréaliste se répète interminablement dans notre quotidien. Tout comme son mari, son frère et son père, toute femme enchaîne les mensonges pour éviter les critiques devenus insurmontables à l'ère de l'Internet. On en a marre de se justifier et de défendre un point de vue que l'on sait, à l'avance, insensé. L'absurde de Sartre et de Camus devient le réel pour monsieur le Hajj et madame la Hajja.

Le réel est virtuel et le virtuel est réel. Beaucoup de femmes se retranchent et s'accrochent à la fiction, à un amour infaillible d'un personnage parfait sous tous rapports. Les hommes se perdent dans l'imagination d'un monde meilleur, celui de l'au-delà où des déesses à la chaire d'ange viendraient enfin satisfaire leur goût démesuré de mâle dominant aux serveuses multiples...

Le douanier raconta sa journée à sa femme. Aucune réaction! C'est comme si elle n'entendit rien. Elle voulait lui raconter une histoire semblable : comment toutes les femmes et les filles conviées au mariage de sa cousine la semaine dernière furent droguées à leur insu et que cette nuit là était inoubliable pour elle et pour beaucoup d'autres femmes car elles se sentirent quelque temps débridées et en chaleur extrême...

Elle n'osa point. Un tel aveu serait synonyme de trahison...Une trahison qu'il ne supportera pas même s'il est lui-même surnommé par les douanières de "Dragueur moustachu". Une moustache. Voilà un nom féminin indiquant la masculinité. Cet homme n'était-il pas le fils,  le produit d'une femme? C'est sa mère qui a façonné sa vie à jamais. Elle lui apprenait que ses soeurs, la cadette comme l'ainée, étaient à son service. Il lui est interdit de se servir du thé lui-même. Il doit être servi par l'une de ses soeurs. Pour se laver les mains, pas besoin de bouger, l'une de ses soeurs s'occupera de la chose comme si on vivait encore au 18ème où je ne sais quel siècle. Même après leur mariage, les soeurs sont également le pur produit de la même mère : des personnages résignés, des personnes sans opinion et sans personnalité.

Aujourd'hui que les choses ont avancé les femmes réclament la parité, c'est comme si elle demandent la charité. Elles doivent s'affirmer, c'est tout. Les statistiques sont de leur côté. Les filles se scolarisent plus et plus longtemps que les garçons. Elles obtiennent leurs diplômes, décrochent des emplois jadis réservés aux hommes. Malheureusement, la majorité d'entre elles pensent que la réussite, la vraie, c'est d'avoir un mari....

dimanche 15 septembre 2019

La profession de femme (Acte IX)

Douée naturellement en marketing, cette publicitaire new-yorkaise de renom a le vent en poupe. Elle enchaîne les trouvailles et s'accapare d'un marché où la concurrence est une guerre sans merci. Hakima avait tout juste 19 ans lorsque sa mère Rahma, traductrice et interprète de profession, se décida à quitter le plus beau pays du monde pour s'installer aux States.

Rahma avait réussi le concours de "Arabic inguist" qui a eu lieu le 25 juillet 2000 à Genève. À cette époque, ce genre de concours ne se tenait pas encore dans les pays du Maghreb faute de candidats. C'était une pure coïncidence qu'elle se trouvait à Genève cet été là. Son mari devait rendre visite à sa sœur qui, depuis quelque temps, souffrait d'une maladie incurable et tabou à ce moment là : le SIDA.

C'est sa sœur aînée, Kenza, qui a payé ses études après le décès de son père. C'est grâce à la vente de l'atelier de menuiserie qu'elle était partie en Suisse avant d'obtenir son bac. Elle a dû travailler dur, surtout de nuit, pour subvenir aux besoins de ses 2 frères et 3 sœurs. Leur mère n'avait survécu que quelques semaines après la perte de son partenaire.

Rahma, devenue traductrice grâce à sa mère, secrétaire du Procureur du Roi, se rappelle exactement du jour où elle lui demanda de venir au tribunal pour traduire les propos d'un étranger accusé de pédophilie car aucun traducteur n'était disponible ce samedi 23 mai 1981. Elle avait la trouille...Elle n'était qu'une collégienne, qu'un  enfant qui maîtrisait plus ou moins l'arabe et le français. Elle ne voulait point être en contact avec un prédateur sexuel qui vise les enfants. Mais elle assura. Son avenir fut scellé à ce moment là.

Clairement douée depuis son jeune âge, Hakima a suivi les pas de sa mère : ne jamais craindre les hommes, mais prendre toujours ses distances...Elle a pu poursuivre ses études et se frayer un chemin dans le monde du marketing dans un contexte si difficile : la période postérieure au 11 septembre 2001 et à New York, la ville meurtrie.

Aujourd'hui, sa mère Rahma, partie à la retraite depuis deux ans et ayant préféré le retour au Maroc parce que telle était le souhait de son défunt mari, se retrouve coincée dans sa villa de 1000 mètres à Dar  Bouazza car les habitants des bidonvilles ont été relogés aujourd'hui dans des résidences à proximité de sa demeure. Elle craint pour sa vie, elle craint d'être attaquée par ces personnages qui ne portent pas d'armes, mais qui sont capables de tout. Hakima a le devoir d'être au chevet de sa mère. Reviendrait-elle? Ou, plus justement, viendrait-elle?

On n'en sait rien...Tout ce que l'on peut savoir c'est qu'elle soit épouse, mère, sœur ou fille, la femme peut être au service de son prochain, directement ou indirectement...

vendredi 13 septembre 2019

Le métier de femme (Acte VIII)

Bien qu'elle soit fragile et docile, la femme, comme l'homme aime l'aventure et les sensations fortes. L'homme peut être qualifié de téméraire, la femme aussi. Elle aime l'aventure bien plus que la majorité des hommes, contrairement à ce qu'elle laisse paraître.

Dans certains cas, elle peut être bien plus aventurière que l'homme. Les films, les séries et autres œuvres de fiction dépeignent la femme comme étant un être retiré, réservé, replié sur lui-même et inquiet tout le temps. Ce n'est pas vrai ... La femme n'est pas synonyme d'angoisse, ni d'inquiétude. Ses sentiments sont plus forts, c'est tout.

Bien des femmes défient la peur et la raison. Ce sont les lionnes qui partent à la chasse et se sont les femelles, toutes espèces confondues, les premières à être capturées. C'edt un témoignage qu'elles sont plus téméraires et moins peureuses. Non?

Sous-estimer la femme, c'est ne pas la connaître suffisamment pour juger...
Biologiquement moins solide que l'homme, mais elle peut prendre les mêmes risques, sinon plus.

mercredi 11 septembre 2019

Le métier de femme (Acte VII)

En cette rentrée scolaire, la femme fait les comptes : un plus un est égal à deux. Mais si 1+1 est égal à deux, comment est-il possible que 2 multiplié par deux est égal à 4 alors qu'une remise de 25 pour cent est prévue et annoncée si on inscrit les deux enfants ensemble. Comme elle, le mari a le tournis. Aucun problème n'était signalé au préalable. Il faut tout gérer sur le tas, dans l'immédiat...Si c'est si simple pour lui, pour elle c'est "la merde" toute cette histoire. 

La femme désire contrôler ce qui l'entoure même si cela la dépasse. Lui, quand tout dérape, c'est dans l'ordre des choses. Il a vite compris. Mais elle, elle ne veut rien comprendre, plus rien comprendre. Si c'est rose, c'est rose...si au départ c'était tout blanc, pourquoi ça tournerait au cauchemar?
Si pour lui, il n'y avait plus aucune vérité, pour elle, la vérité n'est pas plurielle.

La logique est ainsi perdue; la gestion des comptes aussi. Pourtant, tout cela devait être simple, une affaire très banale. Mais, c'est exactement l'inverse qui se produit. Comme son mariage qu'elle a toujours l'impression de ne plus contrôler, les comptes sont volatiles et finissent par lui échapper.

Il y a bien eu une remise, mais il y a eu aussi cet imprévu : les livres ont changé. Ceux du fils aîné ne conviennent plus à la cadette. Il y a donc un trou énorme dans ce budget aussi serré que la succession des Aids (fête de Ramadan, Aïd Elkébir et Achoura).

Elle a l'impression qu'une seule journée sépare les trois occasions impliquant de revoir, réviser, réadapter le budget. Vivre au dessus des moyens n'était jamais à l'ordre du jour, mais c'etait devenu finalement une habitude. Il faut faire avec, mais sans mauvaise surprise svp. Ne perturbez pas nos comptes svp. Laissez-nous vivre svp...SVP...